كـأنـك في الـحـلـم قـبلـتـنـــــــــــــــــــي فـقـلـت و أفـديـك أن تـحلـمـــــــــــــــي  &  كـأن فـؤادي لـيـس يـشـفي غـلـيـلـه سـوى أن يـرى الـروحينِ يـمـتـزجـــــان

 

 

من ديوان الجواهري خلجات

 

 

بغداد" في الصباح..

صفق الديكُ وقد زعزعه الفجر..

وألوى بالصياح

ومشى النورُ على الحقلِ

وفوق الدربِ يزهو والبطاح

آهٍ ما أروع "بغداد" واحلاها..

على ضوء الصباح

غسلت كفُّ السنا..

كلَّ الجراحاتِ بها حتّى جراحى

قلت وقال..

قلت للشيخ ارتضى العمة...

رزقاً والقميصا

غطيّا منه صغار الفكر

والنخوة

والرأي المحيصا

كيف عريت من الدين...

بما زورت.. روحاً ونصوصا

قال: ما بالك امسكت تلابيبي

وأعفيت اللصوصا

قصدٌ.. وقصد..

نظرتنى وإذ رددت لها النظرةَ عجلى..

راحت تضرّجُ خدا

وبدت كالذي تعمّد شيئاً لم يصبه..

فاخطأ القصد عمدا

أنا أدرى بقصدها..

خالت الشيب برأسي لها سلاماً وبرداً

ومراحاً لمقلتيها ولكن..

وجدت مقلتىَّ أفصح قصدا

حرامي بغداد..

وحرامي بغداد كان كبغداد..

انطلاقاً ورقة وازدهاراً

كان حلواً سمح العريكة

اذ يخطف مالاً.. واذ يجوس ديارا

ليت قوماً في كل يوم يبيحون ذماراً..

ويرفعون شعاراً

كحرامي بغداد..

كانوا يرقون نفوساً اذ يربحون تجاراً

لحنان..

خط شتراوس على كميه..

لحنا أي لحن

بصدى "دانوبه الازرق"

اجيال تغنّى

وعلى كمىّ..

لحنٌ خط من حبرٍ ودهن

سيغنية المغنون غداً..

من بعد دفن

الصيف والمروحة..

صيف كتنور يفور..

وشتاءُ عصرٍ زمهريرُ

وجناح مروحة حسيرٌ..

قد تخطته الدهور

علقت تضاريس السنين به..

ولم يبرح يطير

أفٍ لعمر لا يساوي..

عمر مروحةٍ تدور

زرع الضمائر

قالوا قد انتصر الطبيب على..

المحال من الأمورِ

زرع الجماجم والقلوب..

وشد اقفاص الصدور

فأجبتهم: ومتى..

سترفع راية النصر الأخيرِ

زرع الضمائر في النفوس العاريات..

عن الضمير

رثاء

يا ايها القلب المضئ..

لبعثه تعب الجدود

نهشتك بالحرمان..

"ديدان" الحواجز والسدود

لم تبق شيئاً منك يشبع منه..

تحت الترب دود

امن "اللحود" عليك حياً..

يبتنين الى "اللحود"!

مؤتمر الاقطاب وذات الجنب..

وتجمَّع "الاقطاب"...

يأكل بعضُهم بالحقد بعضا

يتفحصون مشاكل الدنيا..

سماواتٍ وأرضا

أيُعالج المرضى اطباءٌ..

بذات الجنب مرضى

يشكو المحبّةَ واحدٌ..

لثلاثةٍ يشكون بُغضا!

حُكم التاريخ..

سيسبَُ الدهر والتاريخ..

من أغرى بسبي

لا الأولى سبُّوا..

فهم عبدان عبدانٍ لربّ

يا لخزي المشتلى كلباً..

لسبِّ المتبنيّ

عرضُ كافورٍ تهرّى..

وله مليون كلب

رب السجن احب..!

عندما ابصرت نيرانا من..

البغي تشب

وإلى "القمة"..

من في كفّه "زيت" يُصبّ

وإلى "السجن" الذي..

يدفع عنها ويذبّ

قلتُ- والسجن كريهٌ:

ربِّ السجنُ أحبّ!!

جوع.. وشموخ..!!

قلت للمغرور:

أن يُجمعَ جوعٌ وشموخ

قد أبى ذلك فيما فرقّا..

قصرٌ وكوخ

ونهودٌ: من عضاض البؤس..

فيهن شُدوخ

ونهودٌ: من شذاهنَّ..

"أخُ الديرِ" يدوخ

قوة وضعف..!

قلت لما قيل لي:

كم أنت في الخطب صبور

وعلى ان تخنق المحنة..

بالحلم قدير

انا في ذاك هصور..

وعلى تلك جسور

غير أني..

في يد الرقة واللطف أسير

عجب!!

عجب امري:

يثير الطير، اذ يذبح، نفسي

وأصم السمع عن انّة شاك..

قلع ضرسي

وأراني اضرب الموت..

ولماّ يدنُ من رأسي.. برأسى

أبداً..

سيّان رمسي في الملمّات وعرسي

 

الصفحة الرئيسية                                  الصفحة الرئيسية للشاعر                                 الموسوعة الشعرية