قد تـسربـت في مـسامـات جـلــــدي مـثـلـمـا قـطرة الـنـدى تـتـســـــــــــــرب  &  لـك عندي و إن تـنـاسـيـت عـهــــــــد في صمـيـم القـلـب غـيـر نـكـيـــــــــــــث.

 

في ذمة الله

 

وتأثر الجواهري يوم جاءه خبر وفاة زوجته وتفجرت رثائية من أعظم الرثائيات التي قيلت ووضح تأثره بوفاة أم فرات وبانت آلامه وظهرت أحزانه من خلال أبيات القصيدة العظيمة والمحزنة وأظنه كتبها في يوم ضاقت عليه الأرض بما رحبت والتي يقول في مطلعها: 

في ذمة الله ما ألقى وما أجدُ

أهذه صخرة أم هذه كبدُ؟!

قد يقتلُ الحزن مَن أحبابه بعدوا

عنه فكيف بمن أحبابه فقدوا؟!

تجري على رسلها الدنيا ويتبعها

رأي بتعليل مجراها ومعتقدُ

أعيا الفلاسفة الأحرار جهلهم

ماذا يخبي لهم في دفتيه غدُ

طال التمحلُ واعتاصت حلولهم

ولا تزال على ما كانت العقدُ

ليت الحياة وليت الموت مرحمة

فلا الشباب ابن العشرين ولا لبدُ

ولا الفتاة بريعان الصبا قصفت

ولا العجوز على الكفين تعتمدُ

وليت أن النسور استنزفت نصفاً

أعمارهن ولم يخصص بها أحدُ

حييت (أم الفرات) إن والدة

بمثل ما أنجبت تكنى بما تلدُ

تحية لم أجد من بث لاعجها

بداً وإن قام سداً بيننا اللحدُ

بالروح ردي عليها إنها صلة

بين المحبين ماذا ينفع الجسدُ

عزت دموعي لو لم تبعثي شجنا

رجعت منه لحرّ الدمع أبتردُ



 

 

الصفحة الرئيسية              الصفحة الرئيسية للشاعر                      الموسوعة الشعرية