ومن روائعه في هذه المرحلة قصيدة بعنوان "
أطبق دجى
" نظمت في بغداد خريف 1941م
(1)
أطبق دجى أطبق ضباب ..... أطبق جهاماً يا سحابُ
أطبق دخان من الضمير ....... محرّقاً .. أطبق عذابُ
أطبق دمار على حما ......... ة دمارهم ، أطبق تبابُ
أطبق جزاء على بناة قبورهم أطبق عقاب
أطبق نعيب ، يُجب صدا ....... ك البوم ، أطبق يا خراب
أطبق على متبلد ........... ين شكا خمولهم الذباب
لم يعرفوا لون السماء ......... لفرط ما انحنت الرقاب
ولفرط ما ديست رؤو ....... سهم كما ديس التراب
أطبق على المعزى يرا ....... د بها على الجوع احتلاب
أطبق على هذي المسوخ ....... تعاف عيشتها الكلاب
في كل جارحة يلوح ......... لجارح ظفر وناب
يجري الصديد من الهوا ....... ن كأنه مسك مُلاب
أطبق على الديدان........... ملّتها فيافيك الرحاب
أطبق على هذي الوجو ..... ه كأنها صور كِذاب
المخرَسات بها الغصون ........... فلا سؤالُ ولا جواب
بُلهاً تدور بها العيون ......... كأن صحصحها سراب
ملّ الفؤاد من الضمير ..... وضج بالروح الإهاب
أطبق على متفرقين ...... يزيد فرقتهم مصاب
يتبجحون بأن إخو ....... تهم يحل بهم عذاب
ندموا بأن طلبوا أقل ....... حقوقهم يوماً فتابوا
وتأوّبوا للذل يأكل رو ...... حهم نعم المآب
(2)
أطبق على هذي الكرو ........ ش يمطها شحم مذاب
من حولها بقر يخو ...... ر وحوله غرثى سغاب
أطبق إلى أن ينتهي ....... للخابطين بك احتطاب
أطبق على متنفّجين ...... كما تنفّجت العياب
مستنوقين ويزأرون ......... كأنهم أسد غلاب
يزهوهم عسل ويلهيهم ....... عن العلياء صاب
يمشي من الأمجاد ..... خلفهم بميسرة ركاب
فإذا التقت حَلَقُ البطان ...... وجدّت النوَب الصعاب
خفقت ظلالهم وماعوا ....... من نعومتهم فذابوا
ونجوا بأنفسهم وراحت ..... طُعمة النار الصحاب
|