ـ يا جهاداً صَفَّقَ المجد له: |
سائل العلياء عنا والزمانا |
هل خفرنا ذمَّةً مُذْ عرفانا |
المروءاتُ التي عاشت بنا |
لم تزل تجري سعيراً في دِمانا |
قل (لجونْ بولٍ)* إذا عاتبتَهُ |
سوف تدعونا ولكن لا ترانا |
قد شفينا غلّة في صدره |
وعطشنا، فانظروا ماذا سقانا |
يوم نادانا فلبّينا النِدا |
وتركنا نُهيَةَ الدين ورانا |
ضجَّت الصحراء تشكو عُرْيَها |
فكسوناها زئيراً ودُخانا |
مذ سقيناها العُلا من دمنا |
أيقنت أن مَعَدّاً قد نمانا |
* * * |
ضحك المجدُ لنا لما رآنا |
بدم الأبطال مصبوغاً لِوانا |
عرسُ الأحرار أن تسقي العِدى |
أكؤساً حُمراً وأنغاماً حزانى |
نركب الموتِ إلى (العهد) الذي |
نحرتْه دون ذنب حُلفانا |
أمِنَ العدل لديهم أننا |
نزورع النصر ويجنيه سِوانا |
كلّما لَوَّحتَ بالذكرى لهم |
أوسعوا القول طلاء ودِهانا |
ذنبنا والدهر في صرعته |
أنٍْ وفينا لأخي الوِد وخانا |
* * * |
يا جهاداً صفّق المجد له |
ليس الغارُ عليه الأرجوانا |
شرفٌ باهتْ فلسطينٌ به |
وبناءٌ للمعالي لا يُدانى |
إن جرحاً سال منْ جبهتها |
لثمتهُ بخشوعٍ شفتانا |
وأنيناً باحت النجوى به |
عربياً رشفتهُ مقلتانا |
* * * |
يا فلسطين التي كدنا لما |
كابدته من أسىً ننسى أسانا |
نحن يا أختُ على العهد الذي |
قد رضعناه من المهد كِلانا |
يثربٌ والقدسُ منذُ احتلما |
كعبتانا وهوى العرب هوانا |
شرفٌ للمت أن نطعمه |
أنفساً جبارة تأبى الهوانا |
وردةٌ من دمنا في يده |
لو أتى النار بها حالت جنانا |
انشروا الهول وصُبّوا ناركمْ |
كيفما شئتم فلن تلقوا جبانا |
غذّتِ الأحداثُ منّا أنفُساً |
لمْ يزدها العنفُ إلاّ عنفوانا |
قَرَعَ (الدوتشي) لكم ظهر العصا |
وتحدّاكم حساماً ولسانا |
إنهُ كفوٌ لكمْ فانتقموا |
ودعونا نسألُ الله الأمانا |
* * * |
قُمْ إلى الأبطال نلمسْ جرحهمْ |
لمسة تسبحُ بالطيب يدانا |
قم نجعْ يوماً من العمر لهمْ |
هبْهُ صوم الفصح، هبهُ رمضانا |
إنما الحقُّ الذي ماتوا له |
حقنا، نمشي إليه أين كانا |